الأحد، 3 أبريل 2011
جهاز للتصريحات ام للمحاسبات ؟؟؟
تحت عنوان جهاز للتصريحات ام للمحاسبات كتب كتب محمد حسن البنا بجريدة الاخبار المقال التالية
محمد حسن البنا
كنت أتوقع من المستشار الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ان يقبل الرأي والرأي الآخر.. ليس القبول فقط.. بل والدفاع عن رأي الآخرين.. فهو قاض -وكما يقول شغل المنصب لمدة ٣٤ سنة- وليس من سمات القاضي ان يضيق صدره باختلاف رأي مواطن سواء كان محررا صحفيا بالأخبار أو أستاذا بالجامعة«.. لكن خرج إلي شاشته المفضلة.. شاشة »لبني عسل« وألقي بيانا مع المذيع شريف.
ولا أعرف هل كان يقصد بالفعل المذيع المحترم شريف.. أم المحترمة لبني.. المهم خرج يهاجمني ويهاجم استاذا جامعيا فاضلا اختلف معه في الرأي.. ومع انه يعرف شخصيتي وأنا »متربي ومؤدب« ولا يمكن ان أرد علي مهاتراته بمثلها.. انما أحكي لكم كل ما بيني وبين هذا الرجل الذي خرج من رأس مجلس الدولة إلي رأس جهاز المحاسبات في نهاية عام ٩٩٩١.. وذلك باختيار الرئيس المخلوع حسني مبارك نفسه، كما قال لي وقتها والملط يحب الإعلام.. لدرجة الجنون.. ولا أعرف سببا لذلك.. وقد تعود ان يعد المادة الصحفية ويمليها علي الصحفيين.. ويتبعها برجاء عدم تغيير العبارات والألفاظ.. وقد كانت محبوكة اللفظ والعبارة.. وبدأت تصريحاته التي وعيت عليها في بداية التسعينيات عندما كان رئيسا لنادي مستشاري مجلس الدولة.. كان يتصل بي ويملي بيانا عن اقامة معرض للملابس والملايات والبطاطين أقامه النادي لأعضائه ويقول من بين ما يقول »المعرض يضم ملايات غزل المحلة نمرة واحد بوبلين«!.. أو »البطاطين الفاخرة ماركة.....«! أو »أحذية درجة أولي.. جلد ممتاز....« كنا - جميع الصحفيين في مختلف الصحف نأخذ المادة الصحفية ونعيد كتابتها وننشرها خدمة للمستشارين. ثم تطور المستشار الملط.. وأصبح رئيسا لمجلس الدولة ورئيسا للمحكمة الإدارية العليا.
ولم تستغرق مدة رئاسته سوي أشهر معدودة أو عام قضائي واحد.. وظل علي اتصاله المعهود برجال الإعلام.. وكنت قد أعددت الزميل صالح الصالحي ليتولي مجلس الدولة بعد ترقيتي رئيسا للقسم القضائي عام 1989.. وأصبح مسئولا عن تغطية شئون المجلس.. لكن د.الملط استمر علي اتصاله بي.. وسمحت علاقتي به لان أتجرأ وأتحدث معه في حكم خاص بسن القيادات الصحفية.. فالحكم الذي أصدره يعطي لمجلس الشوري الحق في السكوت عمن لا يريد تغييره من القيادات الصحفية دون ان يسأله أحد.. بينما القانون الصادر من مجلس الشوري ٦٩ لسنة ٦٩٩١ ينص علي ان السن لا تزيد علي ٥٦ سنة في المنصب. وهذا ما حكمت به المحكمة بعد ذلك بشأن الاستاذ مرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة الأهرام.. بينما لم يعترف الملط به عندما تصدي لقضية الاستاذ إبراهيم نافع في الأهرام أيضا!!
المهم كان الملط موعودا برئاسة جهاز المحاسبات.. ولهذا رفض العودة للامارات التي سبق وان خدم فيها كمستشار للأمير مدة تزيد علي ٢١ سنة متواصلة مرة.. ثم سنة أو سنتين في مرة أخري.
وفضل الجهاز المركزي للمحاسبات -وكما يقول- أصدر العديد من التقارير الخطيرة والتي كان مصيرها الادراج ثم مقالب الزبالة.. كان يرسل -كما يقول أيضا- للرئيس السابق حسني مبارك التقارير ولا يهتم.. وكان يرسل لرئيس مجلس الشعب ولا يهتم، حتي ان أعضاء الجهاز عقدوا مؤتمرا صحفيا بمقر نقابة الصحفيين بعد ثورة شباب ٥٢ يناير انتقدوا تجاهل تقارير الجهاز.. »وطالبوا باعفاء رئيس الجهاز »الملط« المتمسك بالمنصب دون مبرر.. وطالبوا بتشكيل لجنة تقصي حقائق لبحث أسباب فشل جهاز المحاسبات في مواجهة الفساد.. بما ساعد علي نهب ثروة مصر.. وهروب المفسدين.. وطالبوا أيضا بأن يكون رئيس الجهاز من أبنائه الذين تربوا بين جنباته.. وليس من الذين يأتون بالباراشوت من أي مكان!.. وطالبوا رئيس الجهاز بابلاغ جهات التحقيق مباشرة بالتقارير.. وكتبوا خطابا بذلك للمشير حسين طنطاوي بصفته رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المسئول عن إدارة البلاد حاليا. كما أصدروا بيانا آخر طالبوا فيه بأن يكون جهاز المحاسبات هيئة قضائية رقابية مستقلة.. وليس جهاز تصريحات.
وقالوا في بيانهم: نطالب المستشار الملط بمراجعة النفس والبحث عن الأسباب التي أدت إلي انتشار الفساد في فترة توليه رئاسة الجهاز بشكل غير مسبوق حتي فاق ما كان موجودا في عهد الملك الذي كان يقال انه فاسد، الا انه لم يخبرنا كيف تمكن العشرات من الاستيلاء علي المال العام حتي بلغ ما استولي عليه بعضهم ما يقارب موازنة الدولة في عام، وبدلا من ان يعترف بالتقصير ويخرج الابحاث والتقارير العديدة التي حددت أوجه القصور وسبل ايقاف مسلسل النهب المنظم للمال العام وبيع ثروات الأمة بثمن بخس، لم يبين للناس لماذا لم يبلغ النيابة العامة في حالات الفساد التي يدعي انه أبلغ بها رئيس الدولة، ونذكره بأن القانون يطالب المواطنين بإبلاغ النيابة عن اية حالة اعتداء علي المال العام، أم ان رئيس الجهاز ليس مواطنا كما ركب الموجة مثل باقي رجال الحزب الوطني والصحف »القومية« وخرج علينا في جميع وسائل الاعلام بتصريحات عفا عليها الزمن وبعناوين براقة.
ويقول البيان »لكن ما لم يقله سيادته كيف أصبح الفساد في عهده إلي هذا الحد، وكم تقريرا منع إصداره، وكم ملفا لم يسمح بفتحه نظرا »لحساسيته السياسية«.
تعليق : لقد مدح د الملط مبارك شخصيا بصورة متكررة و لم يكن الجهاز فى عصر مبارك الا مغلول اليد لا يستطيع الاحالة للنيابة مع أن أجهزة المحاسبة الدولية تمارس عملها بكل استقلال و لقد كان الدكتور الملط رجل قانون و قاضى فلماذا لم يطالب بألغاء التبعية لرئيس الجمهورية ؟ و لماذا لم يطالب باستقلال الجهاز و حصانة اعضاؤه ؟ لأنه لم يكن مقتنعا بهذه الخطوات فبقى الجهاز على ما أراده المفسدون ...معه تقارير خطيرة ...لا يعلم ماذا يفعل بها!!!!
..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق