الجمعة، 13 مايو 2011
الملط و ملخص الوفد فى موضوع القمح
الملط حارب جودة القمح بتعليمات من مبارك
الجمعة, 13 مايو 2011 20:11
أحمد أبو حجر
قبل أيام قدم جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في مبادرة غير محسوبة تقريرا للنائب العام يتهم رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة السابق بصفته رئيس الهيئة العامة للصادرات والواردات بجلب صفقة قمح فاسد.
الملط أكد في التقرير أن رشيد استورد القمح الفاسد خلال الفترة من العام 2008 إلي العام 2010 بأسعار تزيد علي الأسعار العالمية آنذاك، وأهدر 97 مليون جنيه.
لكن "الملط" أغفل الذاكرة الناشطة للرأي العام بفعل الثورة هذه الصفقة بدأت بجرة قلم من"الملط" في نهاية عام 2008 حين كلف لجنة من الجهاز بإعداد تقرير عن القمح الفاسد، مخاطبا وزراء التجارة والصناعة، والصحة والسكان، والزراعة واستصلاح الأراضي، والاستثمار، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية بالإضافة الي مركز البحوث الزراعية، لتحديد مدي جودة وصلاحية الأقماح المستوردة ودرجة فرزها، وتحديد المواصفات والمعايير المعتمدة لقبول أصناف الأقماح المستوردة ومرئياتهم، وتحديد نسبة الخلط بين القمح المحلي والمستورد لإنتاج رغيف الخبز المدعم.
وتتوالي أحداث المسرحية، ففي منتصف ديسمبر 2008 اجتمع "الملط" باللجنة لبحث موضوع القمح الفاسد، ليبلغهم بأن "الرئيس مبارك اتصل به للتاكيد علي أن ازمة القمح لها شقان أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، وأن الشق السياسي يتعلق باحتكار أمريكا لسوق القمح ومنافسة روسيا لها ومصر ليست طرفاً في الصراع، أما الشق الاقتصادي فهو أن القمح الأوكراني رخيص السعر ويناسب الموازنة العامة للدولة، وأنه صالح للاستخدام الآدمي".. وأن الرئيس أبلغه بتكليفه كل من وزير التجارة والتنمية الاقتصادية بعقد اجتماع معه ليتسني اتخاذ اللازم.
وعلي الرغم من عدم انتهاء لجنة الجهاز من إعداد تقريرها بالإضافة إلي وجود تقارير أخري تثبت دخول شحنات قمح فاسد، فإن الملط وجه خطابا لرئيس مجلس الشعب، عقب اجتماعه بالوزيرين، بشأن التقرير المبدئي عن القمح الفاسد بتاريخ 16ديسمبر للتاكيد علي أنه لم يثبت للجنة أن الجهات المختصة قامت بالإفراج عن رسائل تشتمل علي قمح فاسد أو غير صالح للاستهلاك الآدمي أو مخصص كعلف حيواني، مما يعني أن القمح المستورد لمصر صالح للاستخدام الآدمي.
لم يكتف الملط بذلك، فقال إن الحكومة عالجت مشكلة عدم تماسك العجينة "سيحانة" الناتجة في بعض القمح المستورد بإصدار تعليمات بتعديل نسب خلط القمح المستورد بالقمح المحلي بهدف تحسين جودة المنتج وتماسكه؛ وذلك بخلط نسبة 50٪ من القمح المحلي بـ50٪ من القمح المستورد، اعتبارًا من 2008/5/2 وتعديل هذه النسبة إلي 60٪ من المحلي بـ40٪ من المستورد اعتبارًا من 2008/9/27 وتعديل هذه النسبة إلي 60٪ من المحلي بـ30٪ من المستورد و10٪ ذرة بالمطاحن المجهَّزة لطحن وخلط الذرة الشامية اعتبارًا من 2008/11/14.
الغريب هنا أن الملط نفي وجود قمح فاسد رغم التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في المحضر والتي انتهت لإعدام نحو 1786 طن قمح غير صالحة للاستخدام الآدمي لاحتوائها علي خنفساء الدقيق.
تقرير حديث عن مخالفات أداء الهيئة العامة للسلع التموينية فيما يخص صفقات استيراد القمح من الخارج التي تم التعاقد عليها في النصف الثاني من عام 2007 حتي يناير 2008.
أوضح عدم ورود شهادات بنتائج الفحص النهائي لهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات لجميع البواخر التي وصلت في الفترة من 1 يوليو 2007 حتي 20 يناير 2008، مع ارتفاع نسبة الشحنات المرفوضة مبدئياً "صحياً وزراعيا "من قبل الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات، حيث وصل إلي الموانئ المصرية في الفترة من 1 يوليو 2007 إلي 20 يناير 2008 حوالي 55 باخرة، تم رفض 38 منها الباخرة team effont الروسية.
وأضاف التقرير: رغم ذلك فإن هيئة السلع التموينية عاودت شراء القمح الكندي في ظل التأكيد علي قصر فترة الصلاحية القمح الكندي، وقامت الهيئة بشراء 63 ألف طن قمح كندي دون أن تتوافر لديها الدراسة الفنية والعلمية اللازمة لأنواع الأقماح المستوردة.
وتبين من الفحص عدم الالتزام بفترات الشحن المتعاقد عليها من قبل الموردين، بما يؤثر علي الأرصدة الاستراتيجية للبلاد، وتكدس الموانئ وتحمل الهيئة غرامات التفريغ، بالإضافة إلي القصور من جانب شركة التجار المصريين في تنفيذ تعاقداتها مع الهيئة، ورغم ذلك استمرت الهيئة في التعاقد معها.
وأشار تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن مراجعة القوائم المالية المنتهية في 2010/6/30 عن شركة الصوامع والتخزين، الذي أثبت أن حساب العملاء بالشركة تضمن نحو 7 ملايين جنيه تتمثل في قيمة أجور تخزين أقماح متحفظ عليها بصومعة الإسكندرية تم قيدها بالخطأ باسم الهيئة العامة للسلع التموينية بدلاً من حساب شركة التجار المصريين، وهي قيمة أجور تخزين أقماح واردة بالباخرة رويال كراون رحلة 12 أكتوبر 2008 والمتحفظ بصومعة الإسكندرية علي كمية 20 طناً بمعرفة النيابة العامة، وجاءت نتيجة العينة علي 4 آلاف طن وجود حشرات صغيرة حية.
بالإضافة الي تقرير آخر للجهاز المركزي للمحاسبات من يناير حتي يونيه 2008 والذي رصد فيه الجهاز ارتفاع أسعار التعاقد والتوريد عن الأسعار العالمية، بنحو 36 مليون جنيه، وكذلك إهدار 25 مليون جنيه بسبب الإخفاق في تنظيم مواعيد وصول البواخر 20 مليون جنيه أخري مهدرة في صفقات الموردين للقمح الروسي، وأن حجم الأموال المنهوبة في صفقات الموردين للقمح الأمريكي بلغ نحو 16 مليون جنيه.
كما أثبت التقرير أنه تم توريد قمح مخالف للمواصفات بما يقدر بـ 32 ضعفاً عن النسب المسموح بها طبقاً للمواصفات المصرية القياسية، علاوة علي انخفاض نسبة البروتين الي 9.1٪ في حين أن أقل نسبة مسموح بها وفقاً للمواصفات القياسية المصرية هي 10٪.
وقتها كان للمسرحية أن يكون لها وجه آخر فخرج وزير الصناعة والتجارة السابق رشيد محمد رشيد ليقول: "أتصور أن المعارضة ومقدمي الاستجوابات أدركهم الإحباط بعد الرد الحاسم من الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي أكد عدم دخول البلاد شحنات قمح فاسد أو مخصص كعلف حيوان، وهم لم يتقبلوا ما ورد به واستمروا في افتعال هذه الضجة.
وفي نهاية يناير 2009 انتهت اللجنة المشكلة من الإدارات المختصة بالجهاز من إعداد تقريرها عن الأقماح الفاسدة وأثبتت وفق النسخة الاصلية "الخطية" أن الأقماح المستوردة فاسدة ولا تصلح للاستهلاك الآدمي وتعرض حياة المواطنين للخطر من جراء الإصابة بما تحتويه من مكونات مسرطنة، بالإضافة لمخالفات أخري تتعلق بإهدار المال العام.
المدهش أن الملط قام بحفظ التقرير المعد بمعرفة اللجنة رضوخا لتوجيهات الرئيس السابق، واستمرار في خطة التواطؤ في التستر علي الفساد بإرساله بيانات مضللة لمجلس الشعب في خطابه لسرور بصلاحية القمح للاستخدام الآدمي.
وعلي الرغم من وجود تقارير بالجهاز عن أعوام 2008 و 2009 و2010 تفيد استيراد أقماح فاسدة لا تصلح للاستخدام الآدمي، إلا أن الملط لم يقدمها لمجلس الشعب أو قدم بعضها بدون تلك الملاحظات التي تدينه من التستر علي فساد الحكومة السابقة.
وفي نفس الوقت الذي أصدر النائب العام قراره بإعاده القمح المسرطن إلي روسيا ورد قيمته للدولة، وذلك بإعادة تصدير شحنة القمح الروسي الفاسدة الموجودة في ميناء سفاجا، ورد قيمة الشحنة التي تقدر بـ 9.6 مليون دولار لهيئة السلع التموينية، أصدرت مراقبة حسابات المطاحن بالجهاز المركزي للمحاسبات عدة تقارير عن الأقماح المستوردة، ومنها التقرير السنوي عن العام المالي 2008/2009 المنتهي في 2009/6/30 والذي رصد عدة مخالفات، منها: إفادة شركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة في 2009/9/30 ظهور مشكلة في مواصفات بعض أنواع الأقماح في السوق المحلي أدت إلي مصادرة كميات كبيرة منها خلال شهر يونيو 2009 مما أدي الي خفض الكميات المعروضة في السوق المحلي وبالتالي ارتفاع أسعارها.
أكد التقرير السنوي للجهاز عن نتائج المتابعة وتقويم أداء الهيئة العامة للسلع التموينية عن السنة المالية المنتهية في يونيو 2009 أن مصر تستورد 4.6 مليون طن عن طريق المناقصات والمزايدات وصلت علي 133 باخرة منها 54 باخرة مرفوضة صحياً من قبل السلطات الرقابية بنسبة 40.6٪ لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي لاحتوائها علي بذور سامة وحشرات ميتة محظورة وحشرات حية.
كما أوضح تعمد الهيئة العامة للسلع التموينية التعاقد مع شركة التجار المصريين علي الرغم من ثبوت ضلوعها في استيراد شحنات قمح فاسد خلال اعوام 2006/ 2007 و 2007/ 2008 و2008 / 2009 وتم إرساء مناقصة شراء الأقماح من شركة التجار المصريين للتعاقد علي شراء نحو 55 ألف طن قمح روسي من شركة التجار المصريين وتم التوريد الفعلي لكمية 52 الف طن علي الباخرة ثيوفرسي رحلة 2009/4/23 تم رفضها زراعياً لاحتوائها علي بذور سامة وخبيثة بنسب أعلي من النسب المسموح بها طبقاً للمواصفات القياسية المصرية، وصدر بشأنها قرار النائب العام بإعادة تصديرها وهي المقيدة بسجلات الهيئة بالأرصدة المدينة بنحو 56.5 مليون جنيه، وأمر النائب العام بأن تقوم الشركة برد القيمة للهيئة العامة للسلع التموينية
...........................................
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق